مبعوث الرابطة الإسلامية في النرويج لدى الخليج: الشهر الفضيل للتزود الروحي وتعميق الصلة بالله والتواصل

مبعوث الرابطة الإسلامية في النرويج لدى الخليج: الشهر الفضيل للتزود الروحي وتعميق الصلة بالله والتواصل

** متاجر المسلمين تحرص على تقديم احتياجات الصائمين من المواد الغذائية طوال الشهر الكريم

** المؤسسات الإسلامية اعتادت في رمضان دعوة المشايخ والدعاة والمقرئين من البلدان الإسلامية وخاصة علماء الأزهر

** الرابطة تتبنى في طرحها حنيفية الإسلام السمحة ومنهج الوسطية والاعتدال وتنطلق في رؤيتها الإسلامية من شمولية الإسلام

يعتبر شهر رمضان الفضيل مناسبة إسلامية روحية واجتماعية ينتظرها المسلمون في جميع أنحاء العالم سنويا للتواصل وصلة الأرحام والتزود بالطاعات، ولهذا الشهر المبارك خصوصية لدى الأقليات المسلمة كما هو الحال لدى الجالية الإسلامية في النرويج.

وفي هذا الشأن، أكد مبعوث الرابطة الإسلامية في النرويج لدى دول الخليج الشاذلي الزرلي أن الجالية المسلمة في النرويج تسعى جاهدة إلى اغتنام شهر رمضان الكريم للتزود الروحي وتعميق الصلة بالله سبحانه و تعالى وتنمية أواصر التواصل بين المسلمين وبقية مكونات المجتمع النرويجي.

وقال الزرلي في حوار صحافي مع البوابة الالكترونية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إن من أهداف الرابطة خدمة الثقافة الإسلامية، والحفاظ على الهوية الإسلامية للجالية،والدفاع عن حقوق المسلمين والتعاون في ذلك مع المؤسسات الإسلامية والأهلية في النرويج، مشيرا إلى أن الرابطة الإسلامية تعد من أبرز المؤسسات الإسلامية في النرويج ، واحتضانها لكل الجاليات المسلمة و لكل الأجيال كمؤسسة دعوية و ثقافية مستقلة تحمل مشروعا يهدف إلى نشر الثقافة الإسلامية الوسطية في النرويج بالتعاون مع غيرها من المؤسسات الإسلامية في اسكندنافيا وأوربا، وفيما يلي التفاصيل:

أجواء رمضان في النرويج

** في البداية نود أن نتعرف على الأجواء الرمضانية في النرويج وكيف يستثمر المسلمون هذه المناسبة؟

** في النرويج يترقَّب المسلمون الشهر الكريم للتزوُّد بالنفحات الإيمانية وأداء العبادات، وتنفيذ العديد من البرامج الاجتماعية والثقافية، ولاشك أن هناك صعوبة في تحديد موعد بدء الشهر الكريم بسبب حدة الطقس وانتشار الضباب وتساقط الجليد طوال العام، ومن ثم يصوم مسلمو النرويج مع أي دولة مسلمة تستوثق من هلال الشهر الفضيل، وبعد ذلك يتم تعميم الموعد على جميع مساجد النرويج، وبذلك نجد أن مسلمي النرويج يصومون معًا، وهو ما لا يتوافر في أي بلد غربي آخر تقريبًا، كما يواجه المسلمون مشكلةً أخرى في أيام الصيف، وهي طول فترة النهار في هذه البلاد؛ حيث يطول النهار إلى فترات قد يصل فيها الصيام إلى 20 ساعةً، وذلك بسبب الموقع الجغرافي للنرويج.

وكما هو حال الدول الإسلامية، يتجه مسلمو النرويج مع ثبوت رؤية هلال رمضان إلى إقامة العديد من المشاريع الخيرية؛ وتنظم المساجد افطارات للصائمين لأجل تنمية المشاعر الإسلامية الراقية وخاصةٍ لدى الجيل الثاني، وتحرص المتاجر التي يمتلكها مسلمون على تقديم احتياجات الصائمين من المواد الغذائية طوال الشهر الكريم.

وبخصوص العمل في رمضان يتم تنظيم مواعيده، بحيث يعمل المسلم وقتا أقلَّ من المعتاد في الشهر الكريم، على أن يعوِّضه بعد انتهاء الشهر، إلا أن بعض المتعنتين يرفضون ذلك التنسيق.

**وماذا عن دور المؤسسات والمراكز الإسلامية خلال الشهر الفضيل؟

** المؤسسات والمراكز الإسلامية تحرص على إقامة صلاة التراويح، وتنظيم الافطارات الجماعية سواء تلك المفتوحة أو الموجهة إلى قطاعات محددة من مثل قطاع الشباب أو النساء أو المسلمين الجدد , وتقوم بعض المراكز إلى دعوة بعض الساسة النرويجيين في هذه الافطارات، و مما يُحمد أيضا للمؤسسات الإسلامية أنها تكثر في هذا الموسم من دعوة المشايخ و الدعاة و المقرئين من البلدان الإسلامية مما يضفي على رمضان مسحة جميلة، وخاصة علماء مصر بلد الأزهر الشريف، كما تقوم المراكز الإسلامية بتهيئة المساجد بحيث تستوعب أعداد المصلين الذين يأتون من أجل أداء صلاة التراويح والاستماع إلى الدروس والمواعظ الرمضانية.

أوضاع الجالية المسلمة

** أوضاع الجالية المسلمة في النرويج.. نريد التعرف على أصولها وعدد المسلمين وأعداد المراكز الإسلامية؟

تعتبر ظاهرة هجرة المسلمين إلى النرويج و التوطين فيها حديثة مقارنة ببقية الدول الأوروبية، و يبلغ عدد المسلمين في النرويج ما يقارب 180 ألف مسلم، و ينحدرون من بلدان عديدة أبرزها : باكستان ، المغرب ، البوسنة ، تركيا و العراق و الصومال ، إضافة إلى أعداد قليلة من بعض دور حوض البحر الأبيض المتوسط . أسس أول مسجد في أوائل السبعينات في قلب العاصمة أوسلو وتتالى تأسيس المراكز الإسلامية لتبلغ أكثر من ثلاثين مسجدا في قلب العاصمة، و تعتبر الرابطة الإسلامية مؤسسة من أبرز المؤسسات الإسلامية في النرويج ، فهي حاضنة لكل الجاليات المسلمة و لكل الأجيال و هي مؤسسة دعوية و ثقافية مستقلة تحمل مشروعا يهدف إلى نشر الثقافة الإسلامية في النرويج بالتعاون مع غيرها من المؤسسات الإسلامية في اسكندنافيا وأوربا.

ملامح الخطاب الإسلامي

**ما ملامح الطرح الإسلامي الذي تتبناه الرابطة الإسلامية في النرويج؟

**الرابطة تتبنى في طرحها حنيفية الإسلام السمحة ومنهج الوسطية والاعتدال، وتنطلق في رؤيتها الإسلامية من الإسلام كنظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعها، والقرآن والسنة المطهرة هما مرجع التعرف على أحكام الإسلام، وقاعدة أن التعامل مع المخالفين من المسلمين تضبطه أخوة الإسلام، ومع الجميع يضبطه قوله تعالى ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن"، فضلا عن الإيمان بالحوار والانفتاح في حدود ما يقره الشرع، وبالتعاون على فعل الخير لخدمة الآخرين، والإيمان بان الإسلام يحرر العقل ويرحب بالصالح النافع من كل شيء ( والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها)، وأنه دين رحمة للناس كافة يدعو إلى الرفق في الأمر كله ويرفض الغلو والتنطع والعنف والتطرف، كما أننا نعتبر النرويج دار عهد مما يترتب عليه احترام قوانينها.

أهداف الرابطة

**وما الأهداف التي تسعي إليها الرابطة، وماذا عن أدواتها وآلياتها لتحقيق رسالتها؟

**الجالية الإسلامية في النرويج هي محل اهتمامنا الأول، ونسعى إلى خدمة الثقافة الإسلامية والحفاظ على الهوية الإسلامية للجالية والدفاع عن حقوق المسلمين والتعاون في ذلك مع المؤسسات الإسلامية والأهلية في النرويج والدفاع عن حقوق الإنسان عامة والانفتاح الإيجابي على المجتمع النرويجي، و توسيع دائرة الحوار مع الثقافات الأخرى لخدمة الإنسانية ودرء خطر التصادم والتعريف بالإسلام ورعاية المهتدين الجدد.

وتتبنى الرابطة الإسلامية في النرويج العديد من الوسائل المتاحة التي لا تصادم الشرع ولا تخالف القانون لتحقيق أهدافها، ومن أبرزها إقامة الصلوات و الجمعة و الأعياد وتنظيم الندوات و المؤتمرات والدورات شرعية بالعربية والنرويجية و الإنجليزية للمسلمين و المسلمات الجدد، والرد على الشبهات التي تشوه صورة الإسلام من خلال موقع الإنترنت أو الصحف و المجلات، وترجمة و تأليف الكتب التعريفية بالإسلام باللغة النرويجية، وتعليم اللغة العربية و القرآن الكريم، والرعاية التربوية للنشء الجديد.

وفقنا الله لصالح القول والعمل، وفي الختام لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل للدكتور/ الشاذلي الزرلي ، لما تفضل به علينا من علمه الوفير راجين المولى تبارك وتعالى له دوام الصحة والعافية، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.